لماذا أتبعك؟... أربعةاختباراتٍ لأهلية القائد
بقلم ديفيدميلر
هل أنت محترفٌ يعتمد على ذاتهو يعرفُ أن نجاحه يعتمد على قيادته لمحترفين آخرين؟ قد تكونُ قائداً لفريقٍاستشاري، أو لقسمٍ في شركتك، أو لفريق مبيعات أو لأية مجموعة من الموظفينالتشغيليين... و أياً كانت الحالة يبقى اكتساب مقدرة القيادة مهمةً صعبةً لا بدَّمن تحقيقها.
قبل التمكن من تطبيقِ تأثيرٍفعال على الآخرين عليك تلبية عدة معايير صارمة تخوِّلكَ الإجابةَ على هذا السؤالالذي لا بدَّ من أن يطرحه تابعوك: "لماذا ينبغي علينا أن نتبعك؟" و حسبَ ديفيدميستر مؤلف كتاب
الاحترافية الحقيقية True Professionalism
فإنَّ على القائد النجاح فيأربعةِ اختباراتٍ أساسية كي يجيبَ على ذلك السؤال
1- اختبارالدوافع Motives:
إن أياً من تابعيك لا يمكن أنيتقبلَ تأثيرك و توجيهاتك ما لم تقدم له البرهان على التزامك بنجاح المجموعة كلها وليس نجاحك الشخصي و حسب.
إن مهمة القائد الأساسية هيمساعدة الآخرين على النجاح، و إذا لم يثق التابع بدوافعك فإنَّ أيَّ أمرٍ آخر لايمكن أن يجدي في سدِّ هذه الثغرة، و إذا كانَ الشكُّ في المصداقية موجوداً فإنَّكلَّ المقومات الأخرى ستصبح هباءً منثوراً.
كيف تقنع تابعيك بسلامة دوافعكو غاياتك؟ لا يمكنك أن تقوم بذلك أبداً مهما تحدَّثت! بل أفعالك هي التيتقنع!
سل نفسك: هل أنتَ معتادٌ علىمساعدة أعضاء الفريق الآخرين بوقتك و أفكارك و دعمك و إن لم يكن من وراء تلكالمساعدة حصيلةٌ مباشرةٌ تعود عليك؟ هل تذكرُ أمثلةً فعليةً وضعتَ فيها مصالح الغيرقبل مصالحك؟
كيف يبدو سجلك كعضوٍ فيالفريق؟ هل تنوِّر الأعضاء بالمعلومات اللازمة؟ هل تعلِّم و ترشِد؟
2- اختبارالقيم Values:
بعدَ أن يطمئنَّ التابعون إلى دوافعك فإنَّ السؤال التاليالذي يريدون الإجابة عليه هو "ما هيَ قيمك الأساسية؟"
عندما يعتقد التابعون بوجودِأهدافٍ مشتركةٍ بينهم و بين قائدهم فإنَّ أثرَ هذا الاعتقاد لا يتوقفُ عندَ فتحالطريق لاستجابتهم لتأثيره و تقبلهم لتوجيهاته وحسب، بل إنه يلهمهم و يحفِّزهم نحوالمزيد من الحركة و الانطلاق.
يريدُ الناس اتّباع قائدٍ لديهقيمٌ متبلورةٌ واضحةٌ و مستقرة حتى يمكنهم هم أيضاً الارتكازُ عليها و التعلُّمُمنها. و لا يمكنُ لأي إنسانٍ القبولُ باتّباع قائدٍ لا تحركه المبادئ و إنما يسيركيفما شاء له الهوى و كيفما تدفعه الظروف.
وفي هذا الاختبار أيضاً لايمكنك تحقيقُ أيِّ شيءٍ بالقول و الإقناع الكلامي و إنما عليك ترك الحديث كلَّهلأفعالك.
هل يراك أعضاء الفريق و أنتتتقبلُ الخسائر الشخصية في سبيل الالتزام بالمبادئ؟ هل يراك الموظفون و أنت ترفضالبحث والمناقشة لترقيةٍ أو صفقةٍ محتملة فقط لأنَّ متابعة ذلك تعني الإخلال بقيمك؟عندما تُعرضُ عليك مهمةٌ جديدة لا ينبغي قبولها فماذا تصنع؟ هل ترفضها بصراحة وتبينُ أنها تتجاوز طاقة الفريق و سوف تضر بجودة العمل، أم تتبع ما يقوم به الكثيرونمن قبول أيِّ ربحٍ إضافي طالما أنه لا يضرُّ بالجودة ضرراً يمكن اكتشافه و لايعرِّضهم للمحاسبة شخصياً؟
3- اختبارالمقدرة Competence:
بعدَ أن يطمئن التابعون إلىدوافعك و قيمك و رؤيتك للطريق الصحيح فإنهم يحتاجون أيضاً إلى الاطمئنان إلى مقدرتكعلى سلوك ذلك الطريق فعلاً. إنهم يحتاجون إلى أفكارك الجديدة البناءة لتحسينالأمور.
إننا نسمع دائماً أن القائد لابدَّ من أن يكون لديه رؤية، و لكن مهلاً! أليست الرؤية هيَ المطلبَ الأيسرَمنالاً؟
أليسَ سهلاً أن نقول هيا ياشباب! فلنكن في الطليعة... فلنعمل عملَ فريق متضامن!...
أجل الكلمات سهلة! و معظمالقادة يجيدونَ صياغة العبارات الكبيرة ذاتها... و الفرق الحقيقي و الصعوبةالحقيقية إنما تبدو عندَ الحاجة إلى ابتكار الطرق الفعلية لتحقيق تلك الأهداف وتحويل الكلمات إلى واقعٍ ملموس!
أين هيَ منجزاتك الفعلية؟ ماهي التغييرات و الأدوات التي أدخلتها على طرق العمل القديمة؟ ما هو سجلُّك الإبداعيفي تسيير أيِّ قطاعٍ من قطاعات العمل؟
4- اختبارالأسلوب Style:
بعدَ نجاحك في كلِّ الاختباراتالسابقة فإنَّ التابعين ما يزالون بحاجةٍ إلى الاطمئنان إلى أسلوبك في تحقيق أفكاركو تطبيق خططك و أدواتك. إنَّ القائد المتميز هو الراعي coach المتميّز! إنَّه الذييساعد كلِّ أعضاء الفريق على استكشاف و تفعيل طاقاتهم إلى أقصى الحدود، و يساعدهمعلى تحقيق أهدافهم.
إنَّ الراعي الناجح المتميِّزينبغي أن يتمتع بصفتين اثنتين تبدوان و كأنهما متناقضتان! إذ يجبُ عليه أن يكونَمؤازِراً متفهِّماً و مقدماً للاحتياجات، و يجبُ عليه في الوقت ذاته أن يكونَمتطلِّباً دونَ توقُّف و غيرَ قانعٍ بالهدف والأداء الحاليين و إنما يحثُّ الأنظارو العزائم على التوجه نحو الهدف التالي الأصعب و الأبعد والأرقى!
يجبُ عليك أن تتقن المهارتينالسابقتين مجتمعتين! لأنك إذا كنتَ شديد التطلب دون مراعاة فإنك ستبدو كقائدٍعسكريٍ مستبد! و إذا كنت شديد المراعاة دونَ تطلَّب فإنَّك ستبدو ضعيفاً تائهاً وفي كلتا الحالتين لن يرحب أحدٌ باتباعك! إنَّ الناس يريدون قائداً ناقداً و عطوفاً،ودوداً و ذكياً صريحاً، إنهم يريدون متحدياً داعماً!
إنَّ القائد الحقيقي ليس الذييبني عملاً ناجحاً و إنما هوَ من يبني منظمةً ناجحة تقدرُعلى بناء و تسيير العديدمن الأعمال الناجحة
***********************
وهكذا عليك التركيز على بناءالمجموعة و عليك الاستعداد لأن يكونَ نجاحُ هذه المجموعة هو مصدر سرورك و فخركورضاك! وتحقيقُ ذلك مرهونٌ بمواقفك و سلوكك و هو ليس موهبةً فطريةً لا يدَ لكَ فيحضورها أو غيابها
اخوكم السفيـــــر الكبيســـــي